Audio

1. الإخوان المفلسين

2. جماعة التبليغ

3. محمد بن حسان المصري

يقول محمد بن حسان هداه الله:


ما رأيكم في مقالات الشهيد -بإذن الله- سيد قطب “لماذا أعدموني”؟


هو قيَّد بكلمة “بإذن الله”، والتقييد دقيق، لأننا ذكرنا قبل ذلك بأنه لاينبغي أن نحكم في الدنيا بالشهادة لأحد أبدًا ولو مات بين أيدينا في ميدانالقتال، وإنما نقول: نرجو الله -عز وجل- أن يكون من الشهداء، وبإذن اللهنرجوه أن يكون عنده من الشهداء، هذا كلام مهم جدًا؛ لأن كلكم يعلم قصةالرجل في الصحيحين الذي مات في ميدان القتال وكان قائد الميدان رسول اللهصلّى الله عليه وسلّم- وأثنى الصحابة على بلائه ثم قال -عليه الصلاةوالسلام-: (هو في النار) إلى آخر الحديث المشهور المعروف.
فنسأل الله -عز وجل- أن يجعل الشيخ سيد قطب -رحمه الله- عنده من الشهداء، فهو الرجل الذي قدّم دمه وفكره وعقله لدين الله -عز وجل– !!، نسأل الله أن يتجاوز عنه بمنه وكرمه، وأن يغفر لنا وله، وأن يتقبل منا ومنه صالح الأعمال،وأنا أُشهد الله أني أحب هذا الرجل في الله، مع علمي يقينًا أن له أخطاء، أن له أخطاء.


وأنا أقول: لوعاملتم يا شباب شيوخ أهل الأرض بما تريدون أن تعاملوا به الشيخ سيد قطبفلن تجدوا لكم شيخًا على ظهر الأرض لتتلقوا العلم على يديه،لأنزمن العصمة قد انتهى بموت المعصيم .. المعصوم محمد بن عبد الله، وكل كتاببعد القرءان معرض للخلل، ((ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافًاكثيرًا.

لذا فأنا أحب هذا الرجل مع علمي ببعض أخطائه، وأقول: ومَنْ مِن البشر لم يخطئ؟ ومَنْ مِن البشر لم يخطئ؟ فكل بني آدم خطاء،وخير الخطائين التوابون.


وأذكر يوم أن كنت أُدَرِّس لطلاب كليةالشريعة في جامعة الإمام محمد بن سعود في القصيم، ويومًا استشهدت بفقرةللشيخ سيد قطب -رحمه الله-، فردّ عليّ طالب من طلابنا، وقال: يا شيخ!

قلت: نعم.


قال: -يعني- أراك تُكْثِر الاستشهاد بأقوال سيد قطب.


قلت: وهل تَنْقِم عليّ في ذلك؟


قال: نعم.


قلت: ولِمَ؟


قال: لأنه كان فاسقًا.


قلت: ولِمَ؟


قال: لقد كان حليقًا.


فقلت: يا أخي،إنَّ الإسلام في حاجة إلى شعور حي، لا إلى شعر بغير شعور،مع أنني ما كنت ولن أكون أبدًا ممن يقللون من قدر اللحية، بل أنا الذيأقول إن إعفاء اللحية واجب، لأن الأمر في السنة للوجوب ما لم تأت قرينةتصرف الأمر من الوجوب إلى الندب، (أعفوا اللحى)، (وَفِّروا)، (أرخوا)،الأمر للوجوب، إذ لم تأت قرينة تصرف الأمر من الوجوب إلى الندب، لكن أقول: لا ينبغي أن نَزِنَ بهذه القسمة الضيزى رجل، وأسعد قلبي سعادة غامرة أخحبيب من إخواني الدعاة الكبار، وقال لي: بأن عنده صورة للشيخ سيد قطب وهوبلحية كثة، ولكنه حلق مع هذا البلاء الذي صُبّ على رأسه في السجنوالمعتقل، فلا ينبغي على الإطلاق أن نزن الناس والمناهج بهذا الظلم، رجلزلّ أخطأ في الظلال أو في بعض كتبه، لا ننكر ذلك،لكنلا ينبغي على الإطلاق أن ننسف جَهد الرجل، وأن نتهمه -والعياذ باللهبالضلال! بالضلال! –يعني- مانيش هاسَمّي كتب، لن أسمي كتبًا الآن، لكنهناك كتب تزيد عن المِيتين صفحة تنقد سيد قطب، وهذا أمر عادي جدًا مفيشفيه أي حرج، لكن الكاتب لم يترحم على سيد قطب مرة واحدة!! ثم قالبالحرف-: “سيد قطب ضال مضل”!! هذا ظلم! ظلم! ظلم بشع،وبعدين أكاديعني قلبي يخرج من صدري وأنا أقرأ في الفهارس لهذا الكتاب عنوانًا جانبيًافي الفهرس يقول: “سيد قطب -يعني عنوان خطير جدًا، جدًا- سيد قطب يدعوا إلىشرك الحاكمية”! قلت: دا الرجل مامتش إلا عشان القضية دي! دا لم يُعدَم سيد قطب إلا من أجل قضية الحاكمية!فهذاظلم! يعني مجرد العنوان نفسه ظلم! قمة في الظلم، رجل زلّ في مبحث الأسماءوالصفات، آه، نعم، زل، زل سيد قطب في مبحث الأسماء والصفات، وزل غيره منأئمتنا الكبار: النووي -رحمه الله-، الحافظ ابن حجر -رحمه الله-، الزركشي .. قصدي ابن الأثير، زل في مبحث الأسماء والصفات.


نُكَفّر، ونُضَلّل،ونُفَسّق، ونُبَدّع، هذا منهج منحرف، الكلام دا كله مع من يُشار إليهمبأنهم من أصحاب المنهج الحق الصحيح، إنما إوْعى تسحب الكلام دا علىالمبتدعين أصلاً، لا، راجل مبتدع؟ آه نُحَذّر منه، ونُوَبِّخه،ونُبَكِّته، ونُبَيِّن ضلاله، ونُبَيِّن فسقه، ونُبَيِّن بدعته، دونماالحاجة إلى أن نُبَيِّن محاسنه، لأ مانْبَيِّنْشِ محاسن، هو مبتدع أصلاًوضال، محاسن إيه اللي نِبَيِّنْهَا؟! خللي بالك من الكلام دا أوي، الميزاندا في غاية الدقّة، عشان متخلطش بين الأمرين، إنما راجل الأصل فيه أنه علىمنهج أهل السنة، فلابد أن تُظْهِر المحاسن، وأن أُبَيّن أخطاءه برفق،وأدب، بنية إظهار الحق وإبطال الباطل، إنما راجل مبتدع، راجل -والعياذبالله- على بدع شركية، على بدع شركية، أقوم ييجي واحد يقوللي: يا شيخ منالظلم إنك ماتبينش محاسنه! لأ، دا من العدل ألا أُبَيّن محاسنه -لو كانتله محاسن-، بل ينبغي أن أُبَيّن خطره وأن أحذر منه دونما التدليس علىالناس بأن لهذا الرجل إيه؟ محاسن، واضح الفرق يا إخوانا بين دي ودي؟ هذهمهمة جدًا، عشان متخلطش وتلخبط، وتطلع بَرّة تقول: الشيخ قال كذا وكذا،الكلام واضح جدًا بَيّن، فَرِّق بين هذين الصنفين والنوعين.


السؤال راح فين؟أهو، الأخ بيقول –يعني-: رأيك إيه في كتابات أو مقالات سيد قطب “لماذا أعدموني”؟


فذكرت أنا تقريبًا المنهج، إنَّ أي مخلوق على ظهر الأرض من أهل العلم سواءمن المعاصرين أو السلف .. كل كلام حتى لو كان لأصحاب النبي –عليه الصلاةوالسلام- بِنِعْرِضُه على القرءان والسنة الصحيحة، إن وافق على العينوالرأس، إن خالف ضربنا به عُرض الحائط، شوفتوا المنهج؟ إنتو معايا ولاَّنايمين؟ دا المنهج يا شباب، أي كلام لأي عالم على ظهر الأرض ولو كانتعمامته بصِحن هذا المسجد، العِمامة على رأسه أَدّ صحن المسجد ده لايعنيني، الكلام يُعرض على القرءان وعلى السنة، وافق القرءان والسنة فهوعلى رؤوسنا، خالف القرءان والسنة ألقينا به عُرض الحائط، لا يعنينا،إطلاقًا. ابن تيمية، ابن القيم، الإمام أحمد، الشافعي، أبو حنيفة، مالِك،كل هؤلاء علَّمونا، وكلهم بلا استثناء قالوا: “إن صَحّ الحديث فهو مذهبي“. الشافعي بيقول إيه؟ بيقول: “إنْ خالف قولي قول رسول الله فاضربوا بقوليعُرض الحائط، وأنا راجعٌ عن قولي في حياتي وبعد مماتي”. شوف الإنصاف؟ شوفالإنصاف؟


فإحنا أي منهج .. الأخ بيسأل في نفس الورقة عن كتاب “الثوابت والمتغيرات” لصلاح الصاوي، دكتور صلاح -حفظه الله،كذلك نفس المنهج، دا منهج عام، “الثوابت والمتغيرات” لي عليا بعضالملاحظات .. لي عليه بعض الملاحظات، لاشك، وأنا بقول أهو: إنه أي كتاب أيمنهج بيُعرض على القرءان والسنة، إن وافق قبلناه، وإن خالف رددناه، لأيعالم من علمائنا السابقين أو المعاصرين، يعني جزئية الأخيرة عنوان الدكتورصلاح في “الثوابت والمتغيرات”: “سلفية المنهج عصرية المواجهة”، مثلاً يعنيكمثال، التفريق يعني غير دقيق، تفريق غير دقيق، “سلفية المنهج وعصريةالمواجهة” هي سلفية المنهج وسلفية المواجهة! يعني ما الذي يُفَرّق ويقولبأنه المنهج السلفي -ما كان عليه سلف هذه الأمة- لا يُجيد أن يواجهالمستجدات بهذا المنهج ذاته؟ من الذي يقول ذلك؟ سلفية المنهج وسلفيةالمواجهة كذلك! وليس عصرية المواجهة، وقد يكون للرجل مراد آخر، لكن واضحمن السياق هذا المعنى.


ملاحظات! قد تُقْبَل مني أنا أو لا تُقبل، وكمايقولون: “الحكم عن الشيء فرع عن تصوره”، فالرجل بَيّن واجتهد وقال بأن داخلاصة ما وصل إليه، فما وافق هذا الكلام كتاب الله وسنة رسول الله -صلىالله عليه وآله وسلم- قبلناه، وما خالف رددناه، وهذا منهج عام نطبقه علىكل الكتب والمناهج، ولكن أرجو ممن يطبق أن يكون على علم وعدل، الاتنيندول، على إيه؟ علم وعدل، يقول ابن القيم .. ابن تيمية -رحمه الله-: “فمنقال بغير علم فقد خالف قول الله ((وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِعِلْمٌ))، ومن قال بغير عدل فقد خالف قول الله: ((وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْشَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ)).


ولكنيأُشهد الله أنَّ كتب الشيخ صلاح فيها خيرٌ كثيرٌ جدًا، وأسأل الله -عزوجل- أن ينفع به، ولقد التقيت بالرجل في أمريكا، فرجينيا، وفي الكويت .. في قطر في رمضان الماضي، فرأيت منه يعني خُلُقًا، وتواضعًا، وكذلك علمًاكثيرًا جدًا، فأسأل الله -عز وجل- أن يبارك فيه، وفي إخوانه،وفيكل العاملين للإسلام، وأن يتجاوز عن زلاتنا وأخطائنا، وأن يُجَمّلنابطاعته، وألا يذلنا بمعصيته، وأن يُقِرّ أعيننا وإياكم بنصرة الإسلام وعزالموحدين، وأكتفي بهذا القدر، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبهوسلم.)اهـ


المرجع: شريط “الإيمان بالكتب” – درس العقيدة لمعهد إعداد الدعاة – تسجيلات إيلافجمعية إحياء التراث الإسلامي!!

download.gif


قال محمد حسان في المقطع الصوتي الموجود في المرفقات ما نصه:

وأمريكا ما تدخلت الآن بذريعة القبض على أسامة أو قتل أسامة هذا البطل أسألالله أن يحفظه بحفظه و أخوانه جميعا الذين ردوا شيئا من الكرامة المسلوبةلهذه الأمة…

download.gif